كيف تنظم وقتَك وتدبره كرجالِ الأعمال الناجحين؟



يعرف رجل الأعمال الناجح جيدًا أن الوقت من بين الأشياء المحدودة التي إذا ضيعت لا يمكن إرجاعها، إذ الواحد منا يمكنه استرجاع مال مضيع، أصدقاء فقدوا، وظيفة خسرت، لكننا لا نستطيع إرجاع سويعة من نهار إذا راحت هباءً. ورجل الأعمال أيضا لا يؤمن بقضاء الوقت، بل يعمل على استثماره في أشياء تعود عليه بالنفع الوفير، فيخطط لقضائه في التعلم واكتساب الخبرات أو التخطيط ووضع الاستراتيجيات. 

قبل التكلم عن بعض الطرق والتقنيات التي يمكنك اعتمادها لتنظيم وقتك بنفس الطريقة التي ينظم بها رجل الأعمال الناجح وقته، دعني أساعدك في تعديل مسار رؤيتك للوقت حتى تتمكن من تحسين طريقتك في تدبيره بالشكل المرجو:

٠ اعرف قيمة وقتك: ما يجعل رجل الأعمال الناجح محترفًا في تنظيم كيفية استثماره للوقت هي قدرته على تحديد قيمة كلّ ساعة من يومه، فهو يقضي الوقت في القيام بأشياء ستساعده على التقدم وتحقيق الأهداف. فمثلًا، إن كانت ساعة إضافية من النوم ستساعدك على جني قدر إضافي من المال، فيجب عليك قضاءها في النوم. أما إذا كان العكس، فيجب عليك حقًا قضاء هاته الساعة في القيام بشيء يستحق كتعلم مهارةٍ جديدة أو تعديل خطة عمل. 

٠ ارفع من قيمة ساعات يومك: رجل الأعمال الناجح يعلم أنه مهما كان جيدًا في مهارة ما، فلا يمكنه قضاء أقل من (20) ساعة يوميًا عليها، لذلك فهو يستعين بأناس آخرين ليساعدوه على تركيز الوقت والجهد فيها، فيحصل بذلك على شركاء، زملاء، ومستخدمين.

٠ حدد ما يهم حقًا: رجل الأعمال يعرف كثيرًا الفرق بين المهام والأهداف، فبدل قضاء الوقت في الأشياء الهامشية مهما كانت بشكل عبثي، يقوم بالأشياء التي تساعدهُ على تحقيق الأهداف التي يريدها بالضبط. 

اتباعًا لهذه المسارات، سنقوم بعرض بعض التقنيات التي يمكنك الاعتماد عليها حتى تتمكن من استثمار وقتك وقضائه بذكاءٍ وحكمة كما يفعل رجل الأعمال الناجح.

أولًا: (قم بتدوين ووضع جدول زمني لكل شيء).
  فلا يمكنك الوثوق بذاكرتك كثيرًا لأن غالبًا ما ننسى كبشر بعض الأشياء المهمة التي يجب علينا القيام بها، لذلك وجب عليك البدء في تدوين كل شيء خطر على بالك كفكرة مشروع جديدة أو فكرة منتج جديد. وحاول أن تستخدم مفكرة يد صغيرة للتدوين تحملها معك أينما كنت حتى لا تضيع فكرة خطرت على بالك أبدًا، فقد تفيد بعد ذلك في إنجازٍ محدد.

ثانيًا: (استخدم قاعدة الدقيقتين). 
  تأجيل المهام والأشياءَ يعتبر من أخطر الأمور القاتلة للوقت والأيام، وغالبًا ما نؤجل الأشياء بسبب قلة التركيز أو عدم تقدير الوقت المتبقي بالضبط ظنًا بأننا ما زلنا نملك متسعًا من الوقت أو بسبب بسيط أكثر وهو عدم قدرتنا على البدء. والحل الذي يمكنك اعتماده الآن هو البدء في إعطاء دقيقتين يوميًا لكل شيءٍ كنت تؤجله من قبل. أي بدل تأجيله نهائيًا، قم بإعطاء دقيقتين كل يوم حتى تتمكن من إنجازه في أقرب مدة ممكنة.

ثالثًا: (دبْر انتباهك وتركيزك). 
في تدبير الوقت الهدف ليس هو الحصول على مزيد من الوقت، لكن الهدف هو التدبير الجيد لما تملكه من وقت. وفي عملية تدبير الوقت يعد كل من تدبير الانتباه والاهتمام عاملين أساسيين. لأنك حتى لو حددت وقتا للقيام بعمل ما ثم قضيت ذاك الوقت بين عملين في الحقيقة، فسينتهي بك الأمر بلا إنهاء أي منهما. وبالتالي، وجب عليك تحديد وقت، وتركيز لكل مهمة على حدة. فإذا أنهيت المهمة الأولى في الوقت المحدد، أمكنك الانتقال إلى أخرى بعدها.

رابعًا: (حدد أولوياتك بدقة).
 إن أغلب ما يجعل الناس غير قادرين على تدبير أوقاتهم كيفما يجب هي عوامل الإلهاء سواء الداخلية أو الخارجية منها. وبالتالي، فإن الطريقةَ الوحيدة لتتمكن من التخلص من تأثير هاته الأخيرة على وقتك هي عبر التركيز أكثر على الأولويات؛ ويتعلق الأمر بتعلم قول "لا" للأشياء التي ليست ضمن قائمتك من الأولويات. ويمكنك تقسيم وتوزيع أنشطتك كما يلي حتى تتمكن من التعرف على أكثرها أهمية:
> أشياءٌ يجب القيام بها.
> أشياءٌ أريد القيام بها.
> أشياءٌ أستطيع القيام بها.

 بقلم: فاطمة الزهراء ولدجدة.

أكتب تعليقا

أحدث أقدم