هل تعرف علاقة فيروس كورونا بفيروس الإيدز؟



جاء على لسان ديفد ويسنر، أستاذ علم الأحياء في كلية ديفيدسو في مقال بمجلة فوربس بحيث قام بمقارنة بين كورونا المستجد واسمه العلمي "سارس كوف 2" وفيروس الإيدز، مع أنه أكد -حتى لا يصاب أحد بالذعر- أنهما مختلفان تماما.

وقال ويسنر أن الدراسات الحديثة بشأن تأثيرات فيروس الإيدز و"سارس كوف 2″ تشير إلى أن لديهما بعض أوجه تشابه، إذ وفقا لباحثين في شنغهاي فإن فيروس كورونا يمكن أن يصيب الخلايا الليمفاوية التائية، وهي من خلايا الدم البيضاء، وهي نفس الخلايا المستهدفة من طرف فيروس الإيدز

كذلك وثق باحثون آخرون أن الأفراد الذين يعانون من كوفيد-19 قد يحدث لديهم انخفاض في الخلايا الليمفاوية في الدم، وبالمثل تؤدي الإصابة بفيروس الإيدز إلى ذلك.

بالمقابل، فإن فيروس الإيدز يتكاثر بقوة في خلايا الدم البيضاء، حيث تنفث الخلايا المصابة آلاف الجسيمات الفيروسية الجديدة، أما فيروس كورونا فمع أنه يصيب خلايا الدم البيضاء إلا أنه ليست لديه القدرة على التكاثر في هذه الخلايا، إذ يبدو أن هذه الفيروسات يمكن أن تدخل الخلايا، لكن العدوى تظل فاشلة.

وفي هذا السياق صرح الدكتور وليد الزيود رئيس قسم الهندسة الطبية والحيوية ونائب عميد كلية العلوم التطبيقية في الجامعة الألمانية الاردنية قائلاً: إن آخر ما توصل إليه العلماء في هذا الخصوص أنه لا يوجد أي تشابه على مستوى جين كامل بين فيروس HIV وفيروس SARS-Cov-2 وذلك بحسب ما أكدته الشيفرة الوراثية، وأشار إلى أنه حتى لو كان هناك تشابه في بعض المناطق إلا أنه لا يرتقي لتسلسل جيني على مستوى جين كامل.

وحتى اللحظة، لم ينجح العلماء في تطوير لقاح لفيروس الإيدز ولا لفيروس كورونا المستجد
بحيث أن العديد من اللقاحات المرشحة وجميع المحاولات فشلت لتطوير لقاح ضد السارس الذي تفشي في عام 2003، وهو من نفس عائلة فيروسات كورونا.

حسب "منظمة الصحة العالمية" لا يوجد دليل حتى الآن على أن الإصابة بفيروس كورونا أو مضاعفاته تختلف لدى حاملي فيروس نقص المناعة البشرية المستقرين سريريا (إكلينيكِيّا) ومناعيا على العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية عن عامة السكان.

إلا أن الذين لديهم مرض نقص المناعة البشرية في مرحلة متقدمة، أو لديهم انخفاض عدد خلايا CD4 المقاومة للعدوى، أو الذين لا يخضعون للعلاج بمضادات الفيروسات القهقرية أو لا يستطيعون الحصول عليه، قد تزداد لديهم خطورة الإصابة بالعدوى والمضاعفات الصحية المتعلقة بفيروس كورونا. بحيث صرحت "هيومن رايتس ووتش" أنه ينبغي على الجهات المختصة إنشاء مراكز بديلة لتوزيع حصص دوائية تكفي لحاملي فيروس نقص المناعة البشرية لأشهر عدة، وذلك لتقليل زيارات المستشفيات واحتمال الإصابة بفيروس كورونا.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة المشترك للإيدز، في بيان مشترك، أنه في حال تمت عرقلة حصول المصابين بالإيدز على العلاج المضاد للفيروسات الرجعية لمدة ستة أشهر، فقد يؤدي ذلك إلى أكثر من 500 ألف وفاة إضافية في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء خلال سنة بين 2020 و2021، ستضاف إلى 470 ألف وفاة أحصيت سنة 2018.

كذلك أوضحت ويني بيانييما المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك للإيدز، بحسب ما ورد في البيان المشترك "ثمة خطرا بأن تتم التضحية بالانتصارات التي تحققت في المعركة ضد الإيدز خلال المعركة ضد كوفيد-19".ستكون هذه الحصيلة غير مسبوقة منذ سنة 2008، حين قضى 950 ألف شخص جراء الإيدز في إفريقيا جنوب الصحراء.

في الوقت الذي يحارب فيه المغرب على غرار باقي دول العالم فيروس كورونا المستجد، من خلال اتخاذ إجراءات وقائية وفرض حالة الطوارئ الصحية

تمت صياغة مجموعة من التوصيات الموجهة للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة الذين يوجدون تحت العلاج، إذ يرى مدير الهيئة بالمغرب أنه "سيكون من الأفضل أن يسمح لهم بمتابعة علاجهم في المنزل لعدة أشهر دون الحاجة إلى الذهاب إلى المستشفيات لتجنب التجمعات داخل غرف الانتظار."

بقلم : سارة بشكاض 

أكتب تعليقا

أحدث أقدم