أغرب الشذوذات الجنسية، الجنس مع الموتى أو جماع الأموات : النيكروفيليا!

الجنس مع الموتى أو جماع الأموات : النيكروفيليا 


في أكثر الأماكن برودة و ظلمة، في أماكن نظن أنها فارغة و ساكنة و هادئة... هذا هو الشكل الذي عَوّدَتنا عليه تلك البقاع من الأرض، إنها المقابر، المكان الذي تظنّه هو نهاية سير قطار حياتك، يقطن شخص لا ترعبه الجثث، بل على العكس هو يعشقها و يحضنها، يشتمُّ رائحتها العفنة، يقلبها ذات اليمين و ذات الشمال دون أن تقاوم أو أن تقول كلمة تجرح مشاعره الباردة.

عام 1982" كارين رينج " بنت في عمرها 19 عام، كانت تقضي عطلة الصيف، حتى جاء قدرها على شكل شاب يتظاهر أنه بائع متجول اسمه " ديفيد ستيفن"، في اللحظة التي فتحت فيها الباب دفعها بقوة و حاول أن يزيل ملابسها كي يغتصبها، لكن مقاومتها كانت قوية مما دفعه إلى إخراج سكينه و يطعن ذلك الجسد النحيف و يذبح عنقها الرقيق بكل برودة دم .
و هي تفارق الحياة لم تكن تعلم أن هذه ليست هي النهاية و أن هناك وحشا آخر في مكان آخر ينتظر أن ينهش جسدها بكل شهواته الغريزيّة و الحيوانية. المسكينة ما كان ذنبها لتقتل مرتين تلك الليلة ؟!
بعد أن تم القبض على " دفيفيد ستيفن" حوكِمَ في عام 1983 بالإعدام، بتهمة القتل و الإغتصاب... "ستيفن" لم يُنكِر قَتله لها و لم ينكر أنه كان يريد أن يغتصبها لكن عنادها و مقاومتها لم تسمحا له بذلك، لكن الشيء اللي حيّرَ المحكمة هو السائل المنوي الذي وجد في الجثة ...من أين جاء ؟!
إذا كان القاتل لم يغتصبها ... من سيكون مرتكب هذه الجريمة ؟! 

في 2008 الشرطة قررت إرسال عينة من الحمض النووي الخاص ب " ديفيد ستيفن " القاتل، لمقارنتها مع السائل المنوي اللذي وجد في الجثة... و النتيجة كانت صادمة : "ديفيد ستيفن" لم يكذب و السائل المنوي لم يكن له إذ حقا لم يغتصب "كارين"... و التقارير و الأم تزعم أن " كارين " كانت عذراء يوم موتها.

بعد وقت ليس بطويل حين كانت الشرطة تقوم بالأعمال الروتينية ألقوا القبض على رجل في الخمسينات بتهمة حيازة المخدرات، و عندما خضع لاختبار الحمض النووي... الصدمة كانت كبيرة كثيرا بحيث تنطبق على نفس العينات المأخودة من السائل المنوي سنة 1982.

هذا الرجل اسمه "كينيت دوغلاس "، هو الذي فتح لغزا محيرة عند الشرطة و القضاء... إذا كان " ديفيد ستيفن" اعترف بالقتل، كيف وصل السائل المنوي لهذا الشخص إلى جثة الفتاة ؟!!

"كينيت دوغلاس " كان يعمل في مشرحة، و كان في المشرحة الليلة التي وصلت فيها جثة "كارين" بعد مرور 4 ساعات على مقتلها. في الوقت الذي لم يكن يراه و لا يراقبه أحد، استفرد بالجثة و اغتصبها و هي ميتة ..
"كينيت" اعترف بأنه مارس الجنس مع الجثة عندما وصلت و كذلك اكتشفت الشرطة أنه مارس مع ما يزيد على 100 امرأة في مدة عمله اللي تتقدر ب 16 عاما من الخدمة في المشرحة، و الغريب في الأمر أن أقصى العقوبات التي يستطيع أن يأخذها هي 18 شهرا بحكم أنه لم يغتصب امرأة حية.
المقيت في هذا هو أنه مارس معها الجنس قبل أن يتم تغسيلها أي بدمها و عنقها المدبوح، لم يحترم موتها و لم يرحم عذابها.

هل من يقوم بهكذا فعل إنسان سوي داخل المجتمع أو مختل و مريض ؟! هذا ما سنتعرف عليه الآن.

"النيكروفيليا" هي مصطلح لوصف أحد الانحرفات الجنسية و التي هي ممارسة الجنس مع الجثث. من الأوائل اللذين استخدمو هذا المصطلح هو الباحث النفسي في مجال الطب الجنسي الألماني "ريشارد فون كرافت ايبنغ" لوصف حالة الإنجذاب الجنسي نحو الموتى.
لكن البحث النفسي الأكثر دراسة و انتشاراً في الساحة العلمية هو للباحثان "د.جونتان روزمان " و "د.فيليب ريزينك " واللّذان وضعا نظرية حول هذه الممارسة يصفون فيها دوافع الشخص و الأنماط الرئيسية للنيكروفيليا.

وجدو بأن الشخص الذي يمارس الجنس مع الجثث، يعاني من مشاكل نفسية و سلوكية نذكر منها : 

1- تقديره لذاته جد متدني، غالبا بسبب تجارب فاشلة. لذلك فهو يخاف من الرفض لذلك يفضل شريك حياة لا يقول له كلمة لا و لا يرفضه، يكون لديه خوف من الجثث و بالتالي يقوم بما يسمى في علم النفس بالارتداد العكسي، يعني تحويل عاطفة الخوف إلى شهوة جنسية.
2ـ ينمي تخيلاته حول الجثث و غالبا تكون شاذة.

كذلك هناك 3 أنماط رئيسية في هذه الممارسة المنحرفة و هي :
1ـ النمط القاتل : الذي يمكن أن يقتل للحصول على جثة 
2ـ النمط العادي : الشخص المحب للجثث لكن لا يقتل للحصول عليها، يمارس فقط. 
3ـ النمط التخيلي : الذي يتخيل نفسه و هو يمارس الجنس مع الجثث لكنه لا يستطيع و يقدم عليها في الواقع.

وجد الباحثون أن غالبية الممارسين للنيكروفيليا هم من الذكور (90%) تتراوح أعمارهم ما بين 20 و 50 سنة و الأغلبية يكون عملهم مرتبطا بالجنائز و المشرحات، كذلك لا ننسى نسبة النساء اللواتي تمارسن النيكروفيليا لكن دوافعهم تكون مختلفة بعض الشيء.

خرج الباحثون في مجال علم النفس بخلاصة تقول أن "النيكروفيليا" شذوذ و انحراف جنسي و يجب أن يعالج نفسيا، و ذلك بعرضه على مختص نفسي ليفهم جذور الحالة و دوافعها، و بالتالي يساعد المريض على أن يحظى بحياة اجتماعية طبيعية و ممارسة مع شريك حي يبادله أحاسيس الحب و الاحترام.
بقلم : مهدي خطابي. 
مراجعة وتدقيق:الفريق الفني للمعرفةnow. 

أكتب تعليقا

أحدث أقدم