قصيدة: "في المنتصف"


هنا في المنتصف
قالوا اليوم أنت الغريب

قلت بلى 

قالوا فالقريب
قلت فلا
لا القرب يستهويني
و لا الغرابة تفزعني
بيني و بينها ملء حكاية
و الآن صارت تعجبني
هي الدور الوحيد
الذي مثلته و أنا الممثل الشريد
لم تشتكي مني و أكملت التصوير
خرجت على السيناريو
و تمايلت بين السطور
لاشيء ممنوع هنا
و لاشيء مرغوب هناك
لا قواعد ولا قوانين هنا
نستيقظ هنيهة
و ننام ما تبقى
ما بال الزمن لم يعد يجري !
أم هي ساعة يدي
 التي انكسرت
ما عادت تعد الزمن
أو ماعاد يستهويها هي الأخرى
فلتبقى هنا بجانبي إذا
مكسورة كداخلي
لا تقوم بعملها مثلي
أنا وهي متشابهان
كلانا شيئان منسيان
انكسرنا و عزفنا عن العمل
و المكان ألف وجود مكسورين
هنا
فاستولى على عزلتنا
و السكون مد إلينا ذراعيه
لنرقد بسلام
لنستريح و نعد ما يعد
و نترك ما لا يصلح للعد
هي الساعة نامت
و أنا ذاكرتي تشغلني
ليتها نامت هي الأخرى
فلا شيء هنا
سوى الظلام
هنا
لا نعد الزمن
و لا نحدد المكان
هنا فقط ننام
نتكئ ولا نعود
هنا
بين اللاشيء و كل شيء
لا نعرف أننا أحياء
إلا عندما نسمع صوت الأذان
لا إشارة أخرى توحي بالحياة
المكان و الساعة و أنا
كلنا هَجرنا و هُجرنا
و ما عاد الأمر صالحا
للعد أيضا
هاهنا نحن لسنا المركز
ولسنا العدم
في منتصف كل شيء
نستوطن النقطة الأغرب
تلك التي تتوارى عن الأنظار
هاهنا ليس المهم مهما
ولسنا ممن يبدون الاهتمام
هاهنا تبنى القصائد و تُجلى
و الباقي في طي النسيان
هي الحروف تنسج ما شاءت
ثم تختفي الكلمات تباعا
لا الكلمات تبقى ولا نحن
و لا نحن نعود ولا الزمن
الكل يتجه نحو العدم
و العدم يشتكي من ثقل الزخم
هنا لا الاسم مهم ولا اللقب
العمر عدد لا يستلزم كل ذلك الصخب
كل ما نقول يتلاشى
لا يهم إن كان حقيقة أو لا
ولا شيء يستدعي القسم
لا البرهان له أهمية ولا نحن أيضا
لا يقطعنا الوقت
ولا تجري أعمارنا
ولا نشيب
ولا شيء للمضي يدفعنا
انتهى زمن المشاعر
الكل الآن عابر
عابرين في سلام تام
السكون يملئ المكان
الظلام يبدو نورا
و النور لا يبدو
كما لو أن لاشيء كما هو
ولا شيء كما كان
لا قيمة للأشياء
و لا قيمة لرأينا بالأشياء
الكل يتجه نحو العدم
و العدم يشتكي من ثقل الزخم
نخطو الخطوة الأولى
بعد برهة نسترجعها
و كأن المنتصف هذا لا يتركنا
إننا عالقين إذا
في المنتصف
بين اللاشيء و كل شيء
لا شيء يعيد نفسه
و ليس للإعادة معنى
الكل يحاول الوصول
لا أحد يسرع للوصول أولا
و لا أحد يبدي كللا
الكل يتجه نحو العدم
و العدم يشتكي من ثقل الزخم..
و عالقين نحن هاهنا
في المنتصف
بين اللاشيء و كل شيء..


بقلم : امال رمضي

7 تعليقات

  1. أحسنتي النشر تابعي وفقكي الله أختي

    ردحذف
  2. احسنتي امال، وفقتي انشاء الله عزيزتي.

    ردحذف
  3. Bravoooo amaal tbarklaaah 3leeek,, kamlii raki ghadya mazyaaan

    ردحذف
  4. صديقتي أحسنت النشر، أتمنى لك المزيد من التألق❤

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم