ماذا تعرفين عن الصحة الإنجابية؟




حسب المنظمة العالمية للصحة (OMS) الصحة الانجابية (la santé reproductive) هي حالة كاملة من السلامة الجسدية والعقلية والاجتماعية، وليست مجرد غياب المرض أو العجز في جميع الأمور المتعلقة بالجهاز التناسلي ووظائفه وعملياته. بل تعني أن الناس قادرون على أن يحصلوا على حياة جنسية مُرضِيَة وآمنة و كذلك القدرة على الإنجاب وحرية تقرير متى و كيف يكون ذلك.

بحيث تتجلى أهمية الصحة الانجابية عالميا في جودة الخدمات الصحية بما في ذلك الرعاية التوليدية الطارئة المناسبة، أن يقلّص إلى حدّ كبير من عدد النساء اللواتي قد يفقدن حياتهنّ أثناء الولادة أو بعدها، ومن شأنه أن يضمن حياة صحية للأمهات وأطفالهنّ.

و كذلك في أهمية تعليم الصحة الانجابية للراشدين و الشباب، فهو يساعد على زيادة الوعي حول صحة الأم، تنظيم الأسرة، ختان الإناث، وتداعيات العنف الجسدي، الأمراض المنقولة جنسيا، كذلك فيروس نقص المناعة البشرية، المولود في فترة النفاس للحفاظ على صحته وبقائه و حمايته إلى غير ذلك.

في إطار تفعيل الاستراتيجية الوطنية للصحة الانجابية تعمل وزارة الصحة المغربية على تطوير برنامج خاص بالوقاية والتكفل بمشاكل الخصوبة مع تعزيز التربية الصحية في هذا المجال.
حيث تعمل الوزارة حاليا على:

- تحليل الأسئلة المتعلقة بمشاكل الخصوبة والتي تم دمجها في المسح الوطني حول السكان والصحة 2018 لتوفير معطيات وأرقام موافق عليها حول هذا الموضوع والتي ستمكن من توجيه وتتبع التدخلات في هذا المجال.

- نشر التوجيهات السريرية التي تم وضعها لتوحيد التكفل بمشاكل الخصوبة قبل الوصول للمساعدة الطبية على الإنجاب وذلك تماشيا مع السياق المحلي للدولة ومرجعها العلمي المنظمة العالمية للصحة.


- وضع معايير تشغيلية وتنظيمية لوحدات المساعدة الطبية على الإنجاب.

- تعميم وحدات المساعدة الطبية على الإنجاب في المرحلة الأولى على المستشفيات الجامعية لتحسين ولوج الأزواج في وضعية ضعف الخصوبة وخاصة حاملي" الراميد" إلى الخدمات الصحية الخاصة بأمراض الخصوبة.
كذالك تفعيل مشروع مجانية قسم الولادة ( maternité sans risque).


معيقات الصحة الانجابية :
تتأثر و تؤثر الصحة الإنجابية بحالة المجتمع الاجتماعية، الثقافية والاقتصادية فهي تتأثر سلباً بانتشار الأمية والبطالة، وبتقاليد المجتمع وعاداته ومعتقداته وقيمه. كذلك بالبيئة الأسرية والعلاقات المتشابكة بين أفرادها.

- العوامل الثقافية و البيولوجية و النفسية تأثر سلبا على السلوكيات ذات العلاقة بالزواج والإنجاب. 

- مكانة المرأة في المجتمع، ففي كثير من أنحاء العالم تتعرض البنات للتمييز فيما يتعلق بتوزيع الموارد العائلية وبالحصول على الرعاية الصحية.
- الخدمات الصحية التي تلعب دوراً هاماً للرقي بمستوى الصحة الإنجابية. فلا يمكن الوقاية من المشاكل الإنجابية أو علاجها أو الحد منها دون توافر خدمات صحية ذات جودة عالية ثم التخطيط لها لتُلبّي الاحتياجات الصحية للفئات المختلفة، مع ضمان سهولة و استمرارية الولوج إليها.

رغم الأزمة الصحية الناجمة عن فيروس كورونا إلا أنه لا يمنع المرأة من الحمل والولادة في ظروف و صحة جيدة أثناء و ما بعد الولادة. ولذلك، ستواصل البنيات الصحية تقديم خدمات مراقبة الحمل. كما أن مستشفيات ودور الولادة على استعداد لاستقبال النساء للولادة.

بحيث أكدت رئيسة الجمعية المغربية للقابلات، السيدة نادية أوزهرة، أن الصحة الإنجابية والتلقيح وكذا صحة الأم والطفل توجد في صميم أولوياتنا خلال فترة الطوارئ الصحية.
وأوضحت السيدة أوزهرة، أن القابلات حريصات أكثر من أي وقت مضى على الاضطلاع بدورهن كاملا بالتنسيق مع جميع الفاعلين المعنيين لتوفير الرعاية الصحية الملائمة في أفضل الظروف، مع احترام تدابير النظافة والوقاية، فضلا عن كونهن تتوفرن على الإرادة والخبرة والتجربة اللازمة لجعل الولادة “حدثا سعيدا”.

وسجلت أن القابلات، اللواتي تشكلن حجر الزاوية في مجال الصحة الإنجابية، تتموقعن على غرار باقي مهنيي قطاع الصحة، في الصدارة من أجل الوفاء بواجبهن وبالتزاماتهن، حيث أنهن لا تدخرن أي جهد لخدمة النساء والمجتمع.

بقلم : سارة بشكاض
مراجعة : القسم الفني للمعرفة now

أكتب تعليقا

أحدث أقدم