بعد تفشي المظاهرات في امريكا بسبب العنصرية، إستغرب الكثير منكم مشهد حمل متظاهر أمريكي من أصول إفريقية عَلَم المغرب، لكن إستغرابكم سيزول عندما تعرفون أن هناك طائفة دينيّة تسمى طائفة الموريش (Moorish) أو ما يُعرف بـ (مغاربة أميركا)..
طائفة الموريش، والتي يقرب عمرها من قرن من الزمان و يدّعون أنهم السكان الأصليون في امريكا و أن الأمريكيين قد استعمروا بلادهم، كما يطالبون بانتساب الناس للدين الإسلامي، مؤسسها هو 'النبيل درو علي' (NOBLE DREW ALI). تتركز أساسيات 'ديانة الموريش' على خمسة أركان استُنبطت من الديانة الإسلامية، وهي الحب، الحقيقة، السلام، الحرية و العدالة ، أمّا كتابهم المقدس فهو مزيج بين ٱيات قرٱنية و عظات من الإنجيل، كما يتخد الموريش عَلَم المملكة المغربية رمزا لهم و زينة لمعابدهم و مناسباتهم و مصدر فخر لهم، فالمملكة المغربية (بالنسبة لهم) هي موطنهم و موطن أجدادهم الذين يعتزون به، وقد تراهم يعتمرون الطربوش المغربي الفاسي الأحمر و هو تقليد مغربي أصيل..
في بداية القرن الماضي، اشتدّ حنق الأفارقة الأمريكان على 'الرجل النصراني الأبيض' الذي استعبدهم وأذاقهم الويلات و على اليهود أيضًا الذين استثمروا أموالهم في تجارة الرقيق والنخاسة، وجلب أجداد السود من ما بين المغرب العربي بشمال إفريقيا إلى ما وراء نهر السنغال فكانوا من أسباب ما هم فيه من بلاء وشقاء… بدأ السود الأمريكيون يفتشون في أصولهم العرقية والدينية، و اختاروا الإسلام دين أجدادهم الأوائل، ولكنهم لم يعتنقوا الدين ككل بسبب رواسب النصرانية التي نشؤوا عليها لزمن، فكان إسلامهم مشوهًا واختاروا أن يكونوا أنبياء فيه، فمارسوا طقوسهم التعبدية والتي هي مزيج من المسيحية والإسلام، وعلى هذا النهج الخاطئ سار الموريش.…
أما مؤسس ديانة الموريش {درو علي} فقد ولد في ولاية كارولينا الشمالية بشرق الولايات المتحدة سنة 1886م، وكان اسمه تيموثي درو، وقد نشأ بين قبيلة "شيروكي" من الهنود الحمر..
في السادسة عشرة من عمره عمل ساحرًا بسيرك، وكان هذا السيرك يتجول خارج الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ضمن جولاته نزل هذا السيرك بمصر فكانت نقطة تحول في حياة درو؛ إذ التقى بمن علمه حقائق كان يجهلها، عن القرآن وغيره..
ادعى درو أنه رأى نبي متجسدًا فيه، وبعد عودته لأمريكا ظلت فكرة النبوة تكبر في ذهنه حتى صدح بها...
يبلغ عددهم حسب آخر الإحصائيات حوالي 60 ألف من المغاربة الامريكيون السود”، موزعين على جميع الولايات المتحدة الأمريكية.
ويظن أتباع هذه الطائفة ان أجدادهم هم من إكتشف أمريكا، ويطلقون على أنفسهم “أحفاد مغاربة من أصل مغربي” ، رغم أن معظمهم لا يحملون الجنسية المغربية الرسمية.
كما يقوم بعضهم بزيارة المغرب بشكل منتظم ، والبعض الآخر قرر مغادرة الولايات المتحدة الأمريكية للاستقرار بشكل دائم في المغرب.
بقلم : محمد مفيد
مراجعة: زينب اوحسي
إرسال تعليق